كثيرًا ما يتساءل المرضى: متى تبدأ الأسنان تتحرك بعد التقويم ؟ ورغم ان التقويم هو الحل الأمثل للعديد من مشاكل الأسنان سواء كانت تتعلق بالازدحام أو الفراغات أو تحسين الابتسامة فالإجابة على هذا السؤال تعتمد على عدة عوامل مثل نوع التقويم المستخدم وحالة الأسنان قبل العلاج ومدى التزام المريض بتعليمات الطبيب.
في هذا المقال سنلقي الضوء على المراحل التي تمر بها الأسنان أثناء العلاج بالتقويم والعوامل التي تؤثر على سرعة الحركة بالإضافة إلى نصائح لضمان تحقيق أفضل النتائج وإذا كنت تفكر في تركيب تقويم أو بدأت رحلتك بالفعل فإن هذا المقال سيكون دليلك للإجابة عن تساؤلاتك.
محتويات
ماذا يحدث للأسنان عند تركيب التقويم؟ فهم آلية العلاج
قبل الاجابة عن سؤال متى تبدأ الأسنان تتحرك بعد التقويم؟ يجب ان تفهم الية العلاج حيث انه عند تركيب التقويم تبدأ الأسنان بالخضوع لتغييرات تدريجية تهدف إلى تحسين ترتيبها ووظيفتها ويعتمد التقويم على تطبيق قوى ميكانيكية مدروسة تعمل على تحريك الأسنان ببطء نحو الوضعية المثالية ولكن ما الذي يحدث للأسنان وعظام الفك أثناء هذه العملية؟ وكيف تلعب القوى الميكانيكية دورًا في العلاج؟ دعونا نلقي نظرة تفصيلية على ذلك.
- عند وضع التقويم تُمارس قوة ضغط مستمرة على الأسنان مما يدفعها للتحرك تدريجيًا وهذا الضغط لا يؤثر فقط على الأسنان نفسها بل يمتد تأثيره إلى العظام والأنسجة المحيطة بها.
- العظام المحيطة بجذور الأسنان تدخل في عملية طبيعية تُعرف بـ”إعادة تشكيل العظام”. يحدث هذا من خلال ارتشاف العظام حيث تتفكك خلايا العظم القديمة في المنطقة التي تُدفع فيها الأسنان.
- تشكيل العظام الجديدة حيث تنمو العظام في المنطقة التي تبتعد عنها الأسنان، مما يضمن استقرارها في موضعها الجديد.
- اللثة تتأقلم مع حركة الأسنان ايضا حيث تتغير تدريجيًا لتتبع التغيرات في موضع الأسنان الجديدة.
تأثير التقويم على عظام الفك
يعمل التقويم على تحفيز عظام الفك لتتكيف مع موضع الأسنان الجديد فالضغط الناتج عن أسلاك التقويم يحفز خلايا العظام (الأوستيوكلاست) لتفكيك العظم في المنطقة التي تتحرك نحوها الأسنان بينما تحفز خلايا أخرى (الأوستيو بلاست) على بناء عظام جديدة في المنطقة التي غادرتها الأسنان.
إعادة توزيع الكثافة العظمية
مع استمرار العلاج تتغير كثافة العظم المحيط بالأسنان لتناسب وضعها الجديد مما يُحسن من استقرار الأسنان على المدى الطويل.
تقوية دعم الأسنان
بمجرد اكتمال العلاج تصبح العظام المحيطة أكثر صلابة وثباتًا مما يضمن استقرار الأسنان في مواضعها النهائية.
دور القوى الميكانيكية في تحريك الأسنان
- في التقويم الثابت يعتمد على أسلاك وأقواس تُطبق قوى مستمرة لتحريك الأسنان ويتم ضبط هذه القوى دوريًا من قبل الطبيب لتحفيز الحركة التدريجية.
- في التقويم الشفاف أو المتحرك يستخدم قوالب شفافة تمارس ضغطًا لطيفًا وموجهًا على الأسنان، مما يجعلها تتحرك نحو الموضع المستهدف.
متى تبدأ الأسنان تتحرك بعد التقويم؟
تبدأ التغيرات البسيطة بالظهور عادةً خلال 4 إلى 6 أسابيع بعد تركيب التقويم يمكن للطبيب ملاحظة هذه التغيرات خلال زيارات المتابعة الدورية باستخدام الصور أو أدوات القياس لكن المريض قد لا يشعر بتلك الحركة بشكل واضح في هذه المرحلة.
أما النتائج الأكثر وضوحًا فتبدأ بالظهور بعد مرور 3 إلى 6 أشهر من بدء العلاج حيث تتحرك الأسنان تدريجيًا نحو مواضعها الصحيحة ومع ذلك فإن المدة الكاملة للعلاج تختلف من حالة إلى أخرى وقد تستغرق من 12 إلى 36 شهرًا.
العوامل المؤثرة على سرعة حركة الأسنان
تعتمد سرعة تحرك الأسنان على مجموعة من العوامل التي تؤثر في استجابة الفم للعلاج، وأبرزها:
- نوع التقويم المستخدم له تأثير كبير حيث ان التقويم المعدني التقليدي يوفر ضغطًا مستمرًا وفعالًا بينما قد يكون التقويم الشفاف أو المتحرك أبطأ في بعض الحالات.
- إذا كانت المشكلة بسيطة فقد تتحرك الأسنان بشكل أسرع مقارنة بالحالات المعقدة التي تحتاج إلى تصحيح كبير.
- الأسنان لدى الشباب تتحرك بسرعة أكبر لأن العظام تكون أكثر مرونة أما لدى البالغين فقد تكون الحركة أبطأ بسبب تماسك العظام.
- اتباع التعليمات مثل تجنب الأطعمة القاسية والالتزام بتنظيف الأسنان بشكل صحيح يساعد على تحقيق نتائج أسرع وأكثر فعالية.
- صحة اللثة وقوة العظام المحيطة بالأسنان تلعب دورًا كبيرًا في تسهيل الحركة حيث ان أي مشاكل صحية قد تؤثر على سرعة العلاج.
تبدأ الأسنان بالتحرك فور تركيب التقويم لكن التغيرات تكون تدريجية وقد تحتاج إلى أسابيع لملاحظتها حيث تعتمد سرعة الحركة على عوامل متعددة مثل نوع التقويم وشدة المشكلة والتزام المريض فلتحقيق أفضل النتائج من المهم التعاون مع طبيب الأسنان واتباع الإرشادات بشكل دقيق للحصول على ابتسامة مثالية وصحية.
العلامات التي تدل على بداية حركة الأسنان
عند بدء العلاج بالتقويم يمر المريض بعدة مراحل تظهر فيها بعض العلامات التي تشير إلى تحرك الأسنان تدريجيًا نحو الوضع المثالي ومن الطبيعي أن تشعر ببعض التغيرات في فمك أثناء هذه العملية وقد تكون هذه العلامات هي مؤشر على أن الأسنان بدأت في التحرك وإليك أبرز هذه العلامات:
الشعور بالألم أو الضغط
الشعور بالألم أو الضغط من أكثر العلامات شيوعًا عند بداية تحرك الأسنان ففي الأسابيع الأولى من العلاج يطبق التقويم قوة مستمرة على الأسنان لتحريكها وهو ما يسبب شعورًا بعدم الراحة.
عادةً ما يحدث الألم أو الضغط بعد تركيب جهاز التقويم أو بعد تعديل الأسلاك في الزيارات اللاحقة وقد يستمر الشعور بعد التعديل لبضعة أيام أو حتى أسبوع ويخف تدريجيًا مع تأقلم الأسنان والجهاز.
هذا الألم نتيجة الضغط الذي يمارسه التقويم على الأسنان والعظام المحيطة بها حيث تبدأ الأسنان في التحرك تدريجيًا ضمن عملية إعادة تشكيل العظام.
التغيرات الملحوظة في الاصطفاف
قد تلاحظ تغييرات تدريجية في كيفية اصطفاف أسنانك بمجرد أن تبدأ في التحرك حيث يمكن أن تكون هذه التغيرات بسيطة في البداية مثل ابتعاد الأسنان عن بعضها البعض أو الاقتراب من بعضها البعض أو تغير طفيف في محاذاة الأسنان العليا والسفلى.
كما تبدأ هذه التغيرات في الظهور عادةً بعد الأسابيع القليلة الأولى من العلاج وعندما تبدأ الأسنان في التكيف مع القوى التي يطبقها التقويم.
الإحساس بالتحرك عند لمس الأسنان
قد تشعر بتحرك أسنانك عند لمسها أو عند عض شيء خفيف وهذا الشعور يكون أكثر وضوحًا بعد أيام من تركيب التقويم أو إجراء تعديل للأسلاك.
يمكن أن يحدث هذا الشعور في بداية العلاج أو بعد تعديل الأسلاك في الزيارات اللاحقة ويستمر لبعض الوقت حتى تصبح الأسنان أكثر استقرارًا في مواقعها الجديدة.
الأسنان تتحرك تدريجيًا بناءً على القوى الميكانيكية المطبقة عليها من قبل التقويم وهذه الحركة قد تكون غير مرئية بالعين المجردة ولكن الشعور بها عند لمس الأسنان أو أثناء الأكل يعد من المؤشرات على بدأ العلاج في إحداث تغييرات.
التغيرات في حركة الفك أو اللثة
مع تحرك الأسنان قد تلاحظ أيضًا تغييرات في حركة الفك أو شعور بتوتر في اللثة بسبب إعادة ترتيب الأسنان في فمك وقد تشعر بأن فكك يواجه صعوبة أو ضيقًا عند فتح الفم أو عند التحدث.
هذه التغيرات يمكن أن تظهر بعد فترة قصيرة من تركيب التقويم وتزداد مع مرور الوقت كلما تحركت الأسنان بشكل أكبر.
زيادة الحساسية للأسنان
قد تصبح الأسنان أكثر حساسية للأطعمة الساخنة أو الباردة أو للمس بعد بدء العلاج بالتقويم وهذه الحساسية تحدث نتيجة للتغيرات في العظام والأنسجة اللثوية التي تحدث مع حركة الأسنان.
في النهاية تحرك الأسنان خلال العلاج بالتقويم قد يكون مصحوبًا بعدة علامات مثل الشعور بالألم أو الضغط اولتغيرات الملحوظة في الاصطفاف والإحساس بتحرك الأسنان عند لمسها بالاضافة الى التغيرات في حركة الفك أو اللثة وزيادة الحساسية للأسنان كل هذه العلامات هي دليل على أن العلاج يسير كما هو مخطط له وأن الأسنان تتحرك تدريجيًا نحو الوضع المثالي.
